الطبقة الثانية في دار الهجرة :
"وناس في الطبقة الثانية من طبقات الزيارة والزائرين له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المستغفرين الله.. ومقامهم من أسماء المدينة المشرفة أرض الهجرة وبقية الأسماء المدنية ممدة لهم فيه كالأولين والآخرين على ذلك".
قال في (صفحة 126) :
"ولهم من الأسماء المحمدية وما إلى ذلك كالماحي والرحيم ومن الأسماء الإلهية كذلك.
ولا يخفى عليك أيها المستبصر كالاسم المنان والكريم والوهاب في الحضرتين أيضاً؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلقه القرآن كما قالت أم المؤمنين رضي الله عنها. فالأسماء الإلهية له أيضاً أسماء سار في جميع الحضرات وهو الغالب، وبعضها يخص بعض الحضرات بوجه ما، وذلك قليل لحكم الكل في الكل، وإنما بسبب طرف ما من الغالبية والمغلوبية يتقدم الأسماء بعضها بعضاً، وتترتب كذلك على بعضها بعضاً، فاذكر ذلك في جميع الباقي" اهـ .
أي أن حضرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لها ما لحضرة الله تعالى من الأسماء وتشترك الحضرتان في الأكثر، وقليل ما تختص إحداهما باسم دون الأخرى لحكم الكل في الكل.
وهذا ما تورعت عن القول به كثير من طوائف النصارى المشركة - نعوذ بالله من الضلالة - فلا أكفر من هؤلاء إلا من قال إن اللاهوت والناسوت جوهر واحد.
وهؤلاء جعلوهما جوهرين أو حضرتين لكن الأسماء في الغالب مشتركة!! فالخصائص إذن مشتركة، تعالى الله عما يصفون .